فصل: موعظة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان



.موعظة:

وعن الحسن البصري رضي الله عنه انه قال: الدنيا دار عمل، فمن صحبها بالبغض لها، والزهاده فيها، والهضم لها، سعد بها، ونفعته صحبتها.
ومن صحبها بالرغبة فيها، والمحبة لها، شقي بها، وأجحفت بحظه من الله تعالى، ثم أسلمته إلى ما لا صبر له عليه من عذاب الله وسخطه.
فأمرها صغير، ومتاعها قليل، والفناء عليها مكتوب، والله ولي ميراثها، وأهلها يتحولون إلى منازل لا تبلى، ولا يغيرها طول الزمن، ولا العمر فيها يفنى فيموتون، ولا إن طال الثواء فيها يخرجون – ولا حول ولا قوة إلا بالله – ذلك الموطن، وأكثروا ذكر ذلك القلب.
نظرا ابن مطيع إلى داره فأعجبه حسنها ثم بكى، ثم قال: والله لولا الموت لكنت بك مسرورًا، ولولا ما نصير إليه من ضيق القبور لقرت بالدنيا أعيننا، ثم بكى حتى ارتفع صوته.
قال أبو زيد الرقي: قال أبو محمد الفضيل بن عياض رضي الله عنه يا أبا زيد اشتريت دارًا؟ قلت: نعم. قال: وأشهدت شهودًا؟ قلت: نعم. قال: فإنه والله يأتيك من لا ينظر في كتابك، ولا يسأل عن بيتك، فيخرجها منها عريانًا مجردًا.
فانظر أن لا تكون اشتريت هذه الدار من غير مالك، ووزنت فيها مالاً من غير حلة، فإذا أنت قد خسرت الدنيا والآخرة.
خُلِقْنَا لِلْحَيَاةِ وَلِلْمَمَاتِ ** وَفِي هَذَيْنِ كُلُّ الْحَادِثَاتِ

وَمَنْ يُولَدْ يَعِشْ وَيَمُتْ كَأَنْ لَمْ ** يَمُرَّ خَيَالُهُ بِالْكَائِنَاتِ

وَمَهْدُ الْمَرْءِ فِي أَيْدِي الرَّوَاقِي ** كَنَعْشِ الْمَرْءِ بَيْنَ النَّائِحَاتِ

وَمَا سَلِمَ الْوَلِيدُ مِنْ اشْتِكَاءٍ ** فَهَلْ يَخل الْمُعَمَّرُ مِنْ أَذَات

هِيَ الدُّنْيَا قِتَالٌ نَحْنُ فِيهَا ** مَقَاصِدُ لِلْحِسَانِ وَلِلْقَنَاتِ

آخر:
لَعَمْرُكَ مَا حَيُّ وَإِنْ طَالَ سَيْرُهُ ** يُعَدُّ طَلِيقًا وَالْمَنُونُ لَهُ أَسْرُ

وَلا تَحْسَبَنَّ الْمَرْءَ فِيهَا بِخَالِدٍ ** وَلَكِنَّهُ يَسْعَى وَغَايَتُهُ الْقَبْرُ

آخر:
قِفْ بِالْقُبُور وَنَادِ الْمُسْتَقِرَّ بِهَا ** مِنْ أَعْظُمٍ بَلَيْتَ فِيهَا وَأَجْسَادِ

قَوْمٌ تَقَطَّعَتِ الأَسْبَابُ بَيْنَهُوا ** بَعْدَ الْوِصَالِ فَصَارُوا تَحْتَ أَلْحَادِ

وَاللهُ لَوْ بُعْثَرُوا يَوْمًا وَلَوْ نُشِرُوا ** قَالُوا بِأَنَّ التُّقَى مِنْ أَعْظِمِ الزَّادِ

آخر:
نُراعُ لِذِكْرِ الْمَوْتِ سَاعَةَ ذِكْرِهِ ** وَتَعْتَرِضُ الدُّنْيَا فَنَلهُوا وَنَلْعَبُ

يَقِينٌ كَأَنَّ الشَّكَّ غَالِبُ أَمْرِهِ ** عَلَيْهِ وَعِرْفَانُ إِلَى الْجَهْلِ يُنْسَبُ

آخر:
وَدُنْيَاكَ الَّتِي غَرَّتْكَ مِنْهَا ** زَخَارِفُهَا تَصِيرُ إِلَى انْجِذَاذِ

تَزَحْزَحْ عَنْ مَهَالِكِهَا بِجُهْدٍ ** فَمَا أَصْغَى إِلَيْهَا ذُو نَفَاذ

لَقَدْ مُزِجَتْ حَلاوَتُهَا بِسُمٍّ ** فَمَا كَالْحِذْرِ مِنْهَا مِنْ مَلاذِ

عَجِبْتُ لِمُعْجِبٍ بِنَعِيمِ دُنْيَا ** وَمَغْبُونِ بِأَيَّامٍ لِذَاذِ

وَمُؤْثِرٍ الْمَقَامَ بِأَرْضٍ قَفْرٍ ** عَلَى بَلَدٍ خَصِيبِ ذِي رَذَاذ

اللهم نور قلوبنا بنور الإيمان وثبتها على قولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة واجعلنا هداة مهتدين وتوفنا مسلمين وألحقنا بعبادك الصالحين يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين وصلى آله على محمد. وعلى آله وصحبه أجمعين.
فوائد ومواعظ ونصائح:
قال أحد العلماء: اعلم أنه لا يسلم إنسان من النقص إلا من عصمه الله كالرسل قال الله جل وعلا عن الإنسان: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} وقال صلى الله عليه وسلم: «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون». فمن خفيت عليه عيوبه فقط سقط.
وصار من السخف والرذالة والخسة وضعف التمييز والعقل وقله الفهم بحيث لا يختلف عن متخلف من الرذائل.
وعليه أن يتدارك نفسه بالبحث عن عيوبه والسؤال عنها بدقه وأكثر من يفهم عيوب الإنسان أعداؤه لأنهم دائمًا ينقبون عنها 0
وكذلك الأصدقاء الناصحين الصادقين المنصفين يفهمونها غالبًا.
فالعاقل يشتغل بالبحث عنها والسعي في إزالتها ولا يتعرض لعيوب الناس التي لا تضره لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا من باب النصيحة.
كما لو رأى إنسانا معجبًا بنفسه فيبدى له النصح وجها لوحه لا خلف ظهره.
واحذر أن تقارن بينك وبين من هو أكثر منك عيوبًا فتستسهل الرذائل وتهاون بعيوبك.
لكن قارن بين نفسك ومن هو أفضل منك لتسلم من عجبك بنفسك وتفيق من داء الكبر والعجب الذي يولد عليك الاستحقار والاستخفاف بالناس مع العلم بأن فيهم من هو خير منك.
فإذا استخففت بهم بغير حق استخفوا بك بحق لأن الله جل وعلا وتقدس يقول: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا}.
فتسبب على نفسك أن تكون أهلاً للاستخفاف بك مع ما تجنيه من الذنوب وطمس ما فيك من فضليه.
فإن كنت معجبًا بعقلك ففكر وتأمل في كل فكرة سوء تحل بخاطرك وفي أضاليل الأماني الطائفة بك فإنك تعلم نقص عقلك حينئذ 0
وإن أعجبت بآرائك فتأمل وفكر في غلطاتك وسقطاتك واحفظها وتذكرها ولاتنسها0
وفى رأي كنت تراه صوابًا فتبين لك خطؤك وصواب غيرك والغالب أن خطاك أكثر من الصواب.
وهكذا ترى الناس غير الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وإن أعجبت بعملك فتفكر في معاصيك هل بيتك خال من الملاهي والمنكرات مثل الصور والتلفاز والمذياع وأغانيه والمجلات والجرائد التي فيها صور ذوات الأرواح 0
وهل هو خال من الأولاد الذي لا يشهدون الجماعة وهل أنت سالم من الغيبة وإخلاف الوعد والكذب والحسد والكبر والرياء.
والعقوق وقطيعه الرحم والظلم والربا والدخان وحلق اللحية0
والغش وقول الزور وسوء الظن بالمسلمين والتجسس والاحتقار لهم ونحو ذالك.
فأنت إذا تفقدت نفسك وبيتك وأولادك وجدت عندك من الشرور والآثام ما بعضه يغلب على ما أعجبت به من عملك لا تدرى هل هو مقبول أو مردود.
وإن أعجبت بعلمك أو عملك فأعلم أنه موهوبة من العزيز العليم وهبك إياها فلا تقابلها بما يسخطه عليك 0قال تعالى: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً}.
قال الله جل وعلا: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}.
وأسأل الله أن يزيد منه، وأن يجعله حجة لك لا عليك، قال تبارك وتعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}.
وتفكر فيما تحمله من العلم هل أنت عامل به أم لا واجعل مكان عجبك بنفسك واستنقاصًا لها واستقصارًا فهو أولى بك.
وتفكر فيمن كان أعلم منك تجدهم كثيرًا، ثم اعلم أن العلم الذي تفتخر فيه ربما يكون وبالاً عليك.
فيكون الجاهل أحسن حالاً ومالاً وأعذر منك فبذلك التفكير يزول العجب والكبر عنك وتهون نفسك عندك حينئذٍ.
وإن أعجبت بشجاعتك وقوتك فتفكر فيمن هو أشجع وأقوى منك ثم أنظر في تلك النجدة التي منحك الله تعالى فيم صرفتها.
فإن كنت صرفتها في معصية الله فأنت آثم لأنك بذلت نفسك فيما ليس ثمنا لها0
وإن كنت صرفتها في طاعة فقد أفسدتها بإعجابك بعملك.
ثم تفكر في زوالها عنك وقت الكبر عندما تنحل قوتك ويضعف جسمك وتدفع الأرض عند قيامك وقعودك ومردك إليها 0
تَسَاقَطُ أَسْنَانٌ وَيَضْعُفُ نَاضِرٌ ** وَتَقْصُرُ خُطْوَاتٌ وَيَثْقُل مَسْمَعُ

قال الله جل وعلا وتقدس: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} 0
وقال وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره0
بل غرضه تتبع مرضاه الله تعالى أينما كانت فمدار تعبده عليها فلا يزال متنقلاً في منازل العبودية كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها واشتغل بها 0
حتى تلوح له منزله أخرى فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره 0
فإن رأيت العلماء رأيته معهم 0
وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم 0
وإن رأيت العباد رأيته معهم 0
وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم 0
وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم 0
وإن رأيت أرباب الجمعية وعكوف القلب على الله رأيته معهم 0
فهذا هو العبد المطلق الذي لم تملكه الرسوم ولم تقيده القيود 0
ولم يكن عمله على مراد نفسه وما فيه لذتها وراحتها من العبادات.
بل هو على مراد ربه ولو كانت لذة نفسه وراحتها في سواه.
فهذا هو المتحقق بـ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} حقا القائم بهما صدقا.
ملبسة ما تهيا، ومأكله ما تيسر، واشتغاله بما أمر الله به في كل وقت بوقته ومجلسه حيث انتهى به المكان ووجده خاليا.
لا تملكه إشارة ولا يتعبده قيد ولا يستولي عليه رسم حر مجرد دائر مع الأمر حيثما دار.
يدين بدين الآمر أنى توجهت ركائبه ويدور معه حيث استقلت مضاربه.
يأنس به كل محق ويستوحش منه كل مبطل كالغيث حيث وقع نفع وكالنخلة لا يسقط ورقها وكلها منفعة حتى شوكها وهو موضع الغلظة منه على المخالفين لأمر الله والغضب إذا انتهكت محارمه فهو لله وبالله ومع الله.
فواها له ما أغربه بين الناس وما أشد وحشته منهم وما أعظم أنسه بالله وفرخه به وطمأنينته وسكونه إليه والله المستعان وعليه التكلان.
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فوائد ومواعظ:
من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الطاعات وترك الندم على ما فعلته من الذنوب والزلات.
وقد جاء في الخبر من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن.
فإذا لم يكن بهذا الوصف فهو ميت القلب.
وإنما كان ذلك من قبل أن أعمال العبد الحسنة علامة على وجود رضي الله عنه.
وإن أعماله السيئة علامة على وجدود سخط الله عليه.
فإذا وفق الله عبده للأعمال الصالحة سره ذلك لأنه علامة على رضاه عنه وغلب حينئذ رجاؤه.
وإذا خذله ولم يعصمه فعمل بالمعاصي ساءه ذلك وأحزنه لأنه علامة على سخط عليه وغلب عليه حينئذ خوفه.
والرجاء يبعث على الجد والاجتهاد في الطاعات غالبا.
والخوف يبعث على المبالغة في اجتناب المعاصي والسيئات.
وفي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه آت فلما حاذانا ورأى جماعتنا أناخ راحلته ثم مشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول أوضعت راحلتي من مسيرة تسع فسيرتها إليك ستًا.
وأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وانضيت راحلتي لأسألك عن اثنتين أسهرتاني.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «من أنت». قال: زيد الخيل قال: «بل أنت زيد الخير».
سل فرب معضلة قد سألت عنها.
قال: جئت أسألك عن علامة الله فيمن يريد وعلامته فيمن لا يريد.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ كيف أصبحت يا زيد». قال: أصبحت أحب الخير وأهله وأحب أن يعمل به.
وإذا فأتني حنيت وإذا عملت عملاً أيقنت بثوابه. قال: «هي بعينها يا زيد».
ولو أرادك الله للأخرى هيأك لها ثم لا يبالي في أي واد هلكت.
قال زيد: حسبي حسبي ثم ارتحل فلم يلبث.
من علامات التوفيق دخول أعمال البر عليك من غير قصدٍ لها.
وصرف المعاصي عنك مع السعي إليها.
وفتح اللجاء والافتقار إلى الله تعالى في كل الأحوال.
وإتباع السيئة بالحسنة.
وعظم الذنب في قلبك وإن كان من صغائر الذنوب.
والإكثار من ذكر الله وحمده وشكره وتنزيهه والثناء عليه.
والاستغفار وشهود التقصير في الإخلاص والغفلة في الأذكار والنقصان في الصدق والفتور في المجاهدة وقلة المراعات في الفقر.
فتكون جميع أحواله عنده ناقصة على الدوام ويزداد فقرا والتجاء إلى الله في قصده وسيره.
ومن علا مات الخذلان تعسر الطاعات عليك مع السعي فيها ودخول المعاصي عليك مع هربك منها.
وغلق باب الالتجاء إلى الله وترك التضرع له وترك الدعاء وإتباع الحسنة السيئات واحتقارك لذنوبك وعدم الاهتمام بها وإهمال التوبة والاستغفار ونسيانك لربك.
وقتل الوقت عند الملاهي والمنكرات ونسيان القرآن والاستبدال بقراءته قراءة الكتب الضارة والجرائد والمجلات والجلوس عند التلفاز والسينما والمذياع ويخشى على أهل هذه المنكرات من سوء الخاتمة وأن يكون آخر كلامهم من الدنيا التحدث بها نسأل الله العافية.
فينبغي لمن من الله عليه وعافاه من هذه البلايا والمنكرات والشرور أن يحمد الله دائمًا ويشكره ويكثر من ذكره ويسأله الثبات حتى الممات، وإذا رأيت من ابتلي بشيء من هذه المحدثات التي عمت وطمت وأفسدت الأخلاق فابذل له النصح جهدك فيما بينك وبينه واحذر من نصحه علنا بين الناس قال بعضهم:
تَعَمَّدَنِي بِنُصْحٍ فِي انْفِرَادِ ** وَجَنِّبْنِي النَّصِيحَةَ فِي الْجَمَاعَةْ

فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ ضَرْبٌ ** مِنَ التَّوْبِيخِ لا أَرْضَى اسْتِمَاعَهْ

فَإِنْ خَالَفْتَنِي وَعَصَيْتَ أَمْرِي ** فَلا تَغْضَبْ إِذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَةْ

آخر:
فَيَا وَيْحَ أَهْلِ الظُّلْمِ وَاللَّهْوِ وَالْغِنَا ** إِذَا أَقْبَلَتْ يَوْمَ الْحِسَابِ جَهَنَّمُ

وَرَاعَهُمُ مِنْهَا تَغَيُّظُ مُحْنَقٍ ** لِخَوْفْ عَذَابٍ فِي لَظَاهَا يُحَطِّمُ

إِذَا مَا رَآهَا الْمُجْرِمُونَ وَأَيْقَنُوا ** بِأَنَّ لَهُمْ فِيهَا شَرَابٌ وَمَطْعَمُ

ضَرِيعٌ وَزَقُّومٌ وَيَتْلُوه مَشْرَبٌ ** حَمِيمٌ لأَمْعَاءِ الشَّقِّيينَ يَهْذِمُ

وَمِنْ قَطْرَانٍ كِسْوَة قَدْ تَسَرْبَلُوا ** وَسِيقُوا لِمَا فِيهِ الْعَذَابُ الْمُخَيِّمُ

آخر:
قُلْ لِلْمُؤَمِّلِ إِنَّ الْمَوْتَ فِي أَثَرِكْ ** وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكَ الْمَوْتُ فِي نَظَرِكْ

فِيمَنْ مَضَى لَكَ إِنْ فَكَّرْتَ مُعْتَبَرٌ ** وَمَنْ يَمُتْ كُلَّ يَوْمٍ فَهُوَ مِنْ نَذُرُكْ

دَارٌ تُسَافِرُ عَنْهَا فِي غَدٍ سَفَرًا ** وَلا تَؤُبُ إِذَا سَافَرْتَ مِنْ سَفَرِكْ

تُضْحِي غَدًا سَمَرًا لِلذَّكِرِينَ كَمَا ** كَانَ الَّذِينَ مَضَوْا بِالأَمْسِ مِنْ سَمَرِكْ

اللهم أمنن علينا بإصلاح عيوبنا واجعل التقوى زادنا وفي دينك اجتهادنا وعليك توكلنا واعتمادنا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.